إن أهم ما يميز الإنسان عن كثير من المخلوقات
أنه كائن اجتماعي بمعنى أنه لا غنى له عن العيش مع الجماعة وعن الجهد المشترك
لتسهيل أمور معيشته. ويتمكن الإنسان من ذلك من خلال الإدارة التي تمكنه من تنظيم
الجهود الجماعية. ومن هنا كانت حاجة الإنسان للإدارة. ولذلك أصبحت الإدارة ذات
أهمية بالغة بالنسبة للفرد والجماعة عند سعيها لسد حاجاتها وتحقيق غاياتها.
فالإدارة تقوم بدور العنصر المعاون الذي يتغلغل في جميع أوجه النشاط الإنساني
ويحتاجها الفرد والمنشأة معاً.
فالإدارة تطبق على جميع
أوجه النشاط الإنساني فحسن الإدارة وكفاءتها من الخصائص التي تميز المجتمعات
المتقدمة صناعياً على المجتمعات النامية. فالإدارة هي إحدى الثروات الملموسة لكل
مجتمع بحيث أصبحت الإدارة الكفؤة تمثل عنصراً من عناصر الإنتاج.
أما عناصر الإنتاج فهي
أربعة:
ثلاثة منها مادية وتشمل
الأراضي والعمل ورأس المال أما العنصر الرابع فهو غير مادي وهو الإدارة. ومع أن
الإدارة لا تدخل بصورة مادية في الإنتاج إلا أنها ضرورية لتسهيل تفاعل العناصر
المادية الأخرى ليتم الحصول على سلع أو خدمات بأقل ما يمكن من الجهد والتكاليف.
فالإدارة الناجحة هي
القادرة على استغلال جميع عناصر الإنتاج لتحقيق حاجات المجتمع ورفع مستوى معيشة
الأفراد عن طريق تحويل الموارد المحدودة غير المنظمة إلى مشاريع نافعة. وتقوم
الإدارة بتحديد الأهداف المطلوب الوصول إليها مسبقاً وتوفير عناصر الإنتاج
المطلوبة ووضع الموظف المناسب في المكان المناسب. وتقوم باتخاذ القرارات لتحقيق
الأهداف بأقل ما يمكن من المال والوقت والجهد والتنسيق بين العاملين ووضع معايير
محددة لقياس الأداء للتأكد من مدى تحقيق الأهداف واكتشاف الانحرافات واتخاذ
الإجراءات التصحيحية اللازمة.